
قسنطينة+الصخرة
1-قسنطينة:
ولاية قسنطينة
سكان
حوالي ١.٠٠٠.٠٠٠ نسمة
رمز ولاية
٢٥
هاتف
٠٣١
بلديات
١٢
الدوائر
٦
ولاية قسنطينة أحد ولايات الجزائر.
تلك هي قسنطينة اللؤلؤة الخالدة التي تدخل الألفية الثالثة للميلاد في ثوب واسم " المدينة الكبيرة" كل شيء يشجعها على ذلك، ففضلاً عن غناها التاريخي الذي أهّلها لأن تصنف كتراث وطني سنة ١٩٩٢، فإن خاصيتها الجغرافية كمدينة متفردة في العالم تجعلها ماضية في حلمها ودونما عقدة.
الموقع والتضاريس
تقع مدينة قسنطينة فلكياً على خط ٣٦.٢٣ شمالاً، وخط ٧.٣٥ شرقاً، وتتوسط إقليم شرق الجزائر، حيث تبعد بمسافة ٢٤٥ كلم عن الحدود الشرقية الجزائرية التونسية، وحوالي ٤٣١ كلم عن الجزائر العاصمة غرباً و٢٣٥ كلم عن بسكرة جنوبا و٨٩ كلم عن سكيكدة وتتربع قسنطينة فوق الصخرة العتيقة على جانبي وادي الرمال، تحق بها العوائق والانحدارات الشديدة من كل الجهات، وإذا تتبعنا مظاهر سطح المدينة نلاحظ أن المنطقة التي تقوم عليها غير متجانسة من حيث ارتفاعها عن سطح البحر، فهي تنحصر بين خطي كنتور ٤٠٠م و٨٠٠م في الشمال و٨٠٠م و١٢٠٠م في الجنوب.
المعالم والآثار
توجد بسرتا عدة معالم وآثار اهمها: - مقابر عصر ما قبل التاريخ: كانت مقابر أهالي المدينة على قدر كبير من الفخامة، تقع بقمة جبل، سيد مسيد، في المكان المسمى "نصب الأموات". كما اكتشفت قبور أخرى تقع تحت "كهف الدببة" وأخرى ناحية "بكيرة"، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة "الخروب" بالمواقع المسماة "خلوة سيدي بو حجر" قشقاش، وكاف تاسنغة ببنوارة وتوعد كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ. - المقبرة الميغاليتية لبونوارة: على بعد ٣٢ كلم عن قسنطينة، وعلى الطريق الوطني رقم ٢٠ المؤدي باتجاه فالمة تقع المقبرة الميغاليتية لبونوارة على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل "مزالة" على بعد ٢ كلم شمال قرية بونوارة. وتتكون هذه الدولمانات "dolments" من طبقات كلسية متماسكة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويبدو أن عددا كبيرا منها قد تعرض للتلف والاندثار. ونشير إلى أن النموذج العام لهذه المعالم التاريخية يكون على شكل منضدة متكونة من أربع كتل صخرية عمودية وطاولة، مشكلين بدورهم غرفة مثلثة الشكل وعادة ما يكون الدولمان محاطا بدائرة من حجارة واحدة، وفي بعض الأحيان من دائرتين أو ثلاث أو أربع، وقد كان سكان المنطقة القدامى يستعملونها لدفن موتاهم بهذه الطريقة المحصنة التي يبدو أنها قد استمرت إلى القرن الثالث ق.م. - كهف الدببة: يبلغ طوله ٦٠ م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة. - كهف الأروي: يوجد قرب كهف الدببة ويبلغ طوله ٦ م ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ. - ماسينيسا وضريح بالخروب: على بعد ١٦ كلم جنوب شرق قسنطينة يقع ضريح ماسينيسا وهو عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي وقد نسب هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة ٢٣٨ ق.م وتوفي سنة ١٤٨ ق.م، حمى هذه المنطقة لمدة ٦٠ سنة ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً. - ضريح لوليوس: يقع ضريح لوليوس في جبل شواية بالمكان المسمى "الهري" على بعد حوالي ٢٥ كلم شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن "تيدس" له شكل أسطواني، بني من حجارة منحوتة وشيدّ من طرف "ك" لوليوس إبريكيس " حاكم روما آنذاك تخليدا لعائلته. تيديس: تقع على بعد ٣٠كلم إلى الشمالُ الغربي من قسنطينة وتختفي في جبل مهجور، كانت لها قديما أسماء عديدة مثل: "قسنطينة العتيقة" ، "رأس الدار" كما سميت أيضا "مدينة الأقداس" نظراً لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون بها، ويبدو أن إسمها الحالي "تيديس" هو اسم محلي نوميدي، أما الرومان فأعطوها اسم castelli respublica tidditanorum. ومعنى "كاستيلي" هو المكان المحصن، ومعنى "روسبيبليكا" أي التمتع بتنظيمات بلدية، وقد كان دور هذه المدينة هو القيام بوظيفة القلعة المتقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية. ولا تزال آثار الحضارات التي تعاقبت على "تيديس" شاهدة إلى اليوم بدءا بعصور التاريخ، فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية. ويتجلى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى "دولمن" ومعناها" المناضد الصخرية"، وكذا مقبرة قديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى "بازناس" وتدل النصب والشواهد الموجودة على العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن. وخلاصة القول أن الزائر لتيديس يسمع صدى الإنسان في تحولاته، إنها باختصار المكان المثالي لقراءة تاريخ هذه المنطقة وتأمل تفلصيلها الغنية. - باب سيرتا: هو معلم أثري يوجد بمركز سوق بومزو ويرجح أنه كان معبدا، ويعود تاريخ اكتشافه إلى شهر جوان من عام ١٩٣٥، وحسب بعض الدراسات فإن هذا المعبد قد بني حوالي سنة ٣٦٣م. الأقواس الرومانية: توجد بالطريق المؤدي لشعاب الرصاص، وكان الماء المتدفق بهذه الأقواس يمر من منبع بومرزوف ومن الفسقية (جبل غريون) إلى الخزانات والصهاريج الموجودة في كدية عاتي بالمدينة، وهذا المعلم هو من شواهد الحضارة الرومانية. - حمامات القيصر:ما زالت أثارها قائمة إلى اليوم، وتوجد في المنحدر بوادي الرمال، وتقع في الجهة المقابلة لمحطة القطار، غير أن الفيضانات قد أتلفتها عام ١٩٥٧، وقد كانت هذه الحمامات الرومانية تستقطب العائلات والأسر، للاستحمام بمياها الدافئة والاستمتاع بالمناظر المحيطة بها، خاصة في فصل الربيع. - إقامة صالح باي: هي منتجع للراحة، يقع على بعد ٨ كلم شمال غرب قسنطينة، وقد كان من قبل منزلاً ريفياً خاصاً، قام صالح باي ببنائه لأسرته في القرن ١٨، لينتصب بناية أنيقة وسط الحدائق الغناء التي كانت تزين المنحدر حتى وادي الرمال، وتتوفر الإقامة على قبة قديمة هي محجّ تقصده النساء لممارسة بعض الطقوس التقريبية التي تعرف باسم "النشرة". قصر أحمد الباي: وسط هذا القصر، صدحت الموسيقى بأعذب الألحان، ورشت الأركان والزوايا بالعطور، وأفرشت المقصورات بالزرابي. هناك تعانقت الأرواح بهمس الرباب، والعيدان.....كلهم مروّا من هنا، أعيان، أمراء، فتيان، جواري، بايات.....ألخ. يعد قصر الباي إحدى التحف المعمارية الهامة بقسنطينة وتعود فكرة إنشائه إلى "أحمد باي" الذي تأثر أثناء زيارته للبقاع المقدسة بفن العمارة الإسلامية وأراد أن يترجم افتتانه بهذا المعمار ببناء قصر، وبالفعل انطلقت الأشغال سنة ١٨٢٧ لتنتهي سنة ١٨٣٥. يمتد هذا القصر على مساحة ٥٦٠٠م مربع، يمتاز باتساعه ودقة تنظيمه وتوزيع أجنحته التي إلى عبقرية في المعمار والذوق معا. تعرض طيلة تاريخه إلى عدة محاولات تغيير وتعديل، خاصة أثناء المرحلة الاستعمارية حيث حاولت الإدارة الفرنسية إضفاء الطابع الأوروبي على القصر بطمس معالم الزخرفة الإسلامية والقشاني (سيراميك). أما الريازة المعمارية للقصر فقد حورت كثيراً عن أصلها الإسلامي بعد الاحتلال الفرنسي للمدينة وأصبحت عبارة عن خليط من الريازات المعمارية، ومع ذلك فإن الهوية الأصلية للقصر ظلت هي السائدة والمهيمنة على كل أجزائه وفضائاته الرائعة، وإن الزائر له سيستمتع بنقوشه وزخرفته وتلوينات مواده التي تحيل إلى مرجعية معمارية ضاربة في الأصالة والقدم. المدينة القديمة تضفي المدينة القديمة بدروبها الضيقة وخصوصية بناياتها طابعا مميزاً، وتجتهد ببيوتها المسقوفة وهندستها المعمارية الإسلامية في الصمود مدة أطول، ملمحة إلى حضارة وطابع معماري يرفض الزوال. وتعتبر المدينة القديمة إرثا معنوياً وجمالياً يشكل ذاكرة المدينة بكل مكوناتها الثقافية والاجتماعية والحضارية. وقد عرفت قسنطينة كغيرها من المدن والعواصم الإسلامية الأسواق المتخصصة، فكل سوق خص بتجارة أو حرفة معينة، وما زالت أسواق المدينة تحتفظ بهذه التسميات مثل: الجزارين، الحدادين، سوق الغزل، وغيرها. هذا إلى جانب المساحات التي تحوط بها المنازل والتي تسمى الرحبة، وتختص معينة مثل رحبة الصوف ورحبة الجمال. أما الأسواق الخاصة بكل حي من أحياء المدينة، فإنها كانت تسمى السويقة، وهي السوق الصغير، وما يزال حيا للمدينة القديمة إلى اليوم يسمى "السويقة".
المساجد
طغت على قسنطينة صبغتها الثقافية والدينية منذ القدم، وتكرس هذا المظهر بعد استقرار الإسلام بها، فعرفت عملية بناء المساجد بها سيرورة دائمة، وسنسرد أسماء أهم هذه المساجد كما يلي:
١ – الجامع الكبير: بني في عهد الدولة الزيرية سنة ٥٠٣هـ، ١١٣٦م، وقد أقيم على أنقاض المعبد الروماني الكائن بنهج العربي بن مهيدي حاليا، تغيرت هندسته الخارجية من جراء الترميم، ويتميز بالكتابات العربية المنقوشة على جدرانه.
٢ – جامع سوق الغزل: أمر ببنائه الباي حسن وكان ذلك عام ١١٤٣هـ-١٧٣٠م) حولته القيادة العسكرية الفرنسية إلى كاتدرائية وظل كذلك إلى أن عاد إلى أصله بعد .
٣ – جامع سيدي الأخضر: أمر ببنائه الباي حسن بن حسين الملقب أبو حنك في عام (١١٥٧-١٧٤٣م) كما يدل عليه النقش الكتابي المثبت على لوح من الرخام فوق باب المدخل، وتوجد بجانب المسجد مقبرة تضم عدة قبور من بينها قبر الباي حسن.
٤ – جامع سيدي الكتاني: يوجد بساحة "سوق العصر" حاليا، أمر صالح باي بن مصطف ببنائه في عام (١١٩٠هـ-١٧٧٦) وإلى جانبه توجد مقبرة عائلة صالح باي.
٥ – مسجد الأمير عبد القادر: يعتبر من أكبر المساجد في شمال إفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة ١٠٧م وارتفاع قبته ٦٤ م، يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة ويعدّ إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وإن إنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، كان ثمرة تعاون بين بعض المهندسين والتقنيين من مصريين ومغاربة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين، ويتسمع المسجد لنحو ١٥ ألف مصل، ونشير إلى أن المهندس المصري "مصطفى موسى" الذي يعدّ من كبار المهندسين العرب هو الذي قام بتصاميم المسجد والجامعة.
كما تزخر المدينة بعدد آخر من المساجد من بينها: جامع سيدي فعان – جامع سيدي محمد بن ميمون- جامع سيدي بوعنابة- جامعة السيدة حفصة- جامع سيدي راشد- جامع سيدي عبد المؤمن- جامع سيدي بومعزة- جامعة سيدي قموش- جامعة الأربعين شريفاً، الخ...
أبواب قسنطينة
كانت المدينة محصنة بسور تتخله سبعة أبواب، وبعضهم يقول ستة، تغلق جميعها في المساء وهي: - باب الحنانشة: الذي يسمح بالخروج من شمال المدينة عبر وادي الرمال، ويؤدي إلى الينابيع التي تصب في أحواض مسبح سيدي مسيد. باب الرواح: يمتد عبر سليم مثير للدوار، ويؤدي إلى الناحية الشمالية من وادي الرمال ويوصل هذا الباب إلى منابع سيدي ميمون التي تصب في المغسل. - باب القنطرة: يصل المدينة بالضفة الجنوبية لوادي الرمال. باب الجابية: ينفتح على الطريق الممتد إلى سيدي راشد ويقع على ارتفاع ٥١٠م. - باب الجديد: يقع شمال ساحة أول نوفمبر، هدم سنة ١٩٢٥. باب الواد " أو باب ميلة": يسمح بالوصول إلى روابي كدية عاتي، وقد كان يوجد بمكان قصر العدالة حاليا. لقد كانت هذه الأبواب تقوم بوظيفة التحصين للمدينة ضد الغرباء وبدأت تختفي بالتدريج إلى أن أزال الاحتلال الفرنسي أثارها كلية. نصب الأموات يعود بناؤه إلى سنة ١٩٣٤ وقد شيد تخليدا لموتى فرنسا الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى ومن سطحه يستطيع الزائر أن يمتع ناظريه ببانوراما عجيبة لمدينة قسنطينة، أقيم عليه تمثال النصر الذي يبدو كطائر خرافي يتأهب للتحليق. ومن خصوصيات هذا النصب أنه يقع تماماً في منتصف المسافة بين الجزائر العاصمة وتونس، ويوجد قبالته تمثال" مريم العذراء" والمسمى "سيدة السلام".
مدينة الجسور
نظراً لتضاريس المدينة الوعرة وأخدود وادي الرمال العميق الذي يشقها، أقيمت عليها سبعة جسور لتسهيل حركة التنقل، واشتهرت بعد ذلك قسنطينة باسم مدينة الجسور المعلقة، وهي: جسر باب القنطرة: وهو أقدم الجسور بناه الأتراك عام ١٧٩٢ وهدمه الفرنسيون ليبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا وذلك سنة ١٨٦٣. جسر سيدي راشد: ويحمله ٢٧ قوسا، يبلغ قطر أكبرها ٧٠م، ويقدر علوه بـ١٠٥م، طوله ٤٤٧م وعرضه ١٢م، بدأت حركة المرور به سنة ١٩١٢، جسر سيدي مسيد: بناه الفرنسيون عام ١٩١٢ ويسمى أيضا بالجسر المعلق، يقدر ارتفاعه بـ١٧٥م وطوله ١٦٨، وهو أعلى جسور المدينة. جسر صلا ح سليمان: هو ممر حديدي خصص للراجلين فقط ويبلغ طوله ١٢٥م وعرضه مترين ونصف، وهو يربط بين شارع محطة السكك الحديدية ووسط المدينة. جسر مجازن الغنم: هو امتداد لشارع رحماني عاشور، ونظرا لضيقه فهو أحادي الأتجاه. جسر الشيطان: جسر صغير يربط بين ضفتي وادي الرمال ويقع في أسف الأخدود. جسر الشلالات: يوجد على الطريق المؤدي إلى المسبح وتعلو الجسر مياه وادي الرمال التي تمر تحته مكونة شلالات، وبني عام ١٩٢٨.
البساتين والحدائق
يطلق الشعراء على قسنطينة اسم مدينة "الهوى والهواء" وهذا نظرا للطافة جوها، ورقة طباع اهلها، وانتشار البساتين والأشجار في كل أرجائها وبذلك تتوفر المدينة على عدة حدائق عمومية تعمل على تلطيف الجو داخلها، ولعل أهم هذه الحدائق والتي ما زالت تحافظ على رونقها وجمالها، حديقة بن ناصر أو كما يطلق عليها "جنان الأغنياء" وتتوسط شارع باب الواد، وبحي سيدي مبروك توجد حديقتان إحداهما تقع بالمنطقة العليا والأخرى تقع بالمنطقة السفلى، كما توجد حديقة بحي المنظر الجميل تحمل اسم "فرفي عبد الحميد" وتجدر الإشارة إلى أن قصر "أحمد باي" يتوفر على حديقة رائعة الجمال، تذكر بعض الروايات أن الباي نفسه كان يشرف عليها، ومن بين حدائق قسنطينة التي كتب عنها بعض المؤرخين والرحالة" حديقة، قسوم محمد: (التي تدعي سكورا قامبيطة) الكائنة خلف شارع بلوزداد، التي ما فتئت تستقطب الكثير من الناس لجمالها وكثافة أشجارها ويوجد بها تمثال للنحات "لوست" L Hoest ، وتحت جسر باب القنطرة توجد حديجة رائعة الجمال، ونظرا لموقعها في المنحدر، فهي تفتن الأنظار من بعيد.
الرحبات والأسواق
تعتبر الرحبة ذلك المكان الواسع الذي يستعمل لأغراض تجارية، حيث تباع فيها مختلف السلع والبضائع كالملابس، الأقمشة وغيرها. عرفت قسنطينة قديما عدة رحبات منها ما يزال قائما حتى اليوم ومنها ما تحول إلى مباني وطرقات ك"رحبة الزرع" التي كانت تتوسط المدينة وتقام فيها عدة نشاطات تجارية كبيع الحبوب، التمور والزيوت، ومن الرحبات المعروفة في قسنطينة قديما نذكر "رحبة الشبرليين"، "سوق الخرازين"، س"سوق العطارين"، "سوق الصاغة"، و"سوق الصباغين" وغيرها... وحاليا لا تزال بعض الرحبات موجودة مثل " "رحبة الصوف" التي تحولت اليوم إلى سوق لبيع الخضر والفواكه والأواني وبعض الأغراض المنزلية، أما "رحبة الجمال" التي يذكر المؤرخون أنها كانت مبركا للقوافل التي تأتي من مختلف الانحاء محملة بالبضائع، فقد أصبحت اليوم سوقاً لبيع الملابس ومكاناً مفضلاً للمطاعم الشعبية الشهية بوجباتها، وهناك"سوق العصر" الذي كان قبلا يسمى "سوق الجمعة" ويشتهر بتنوع خضره وفواكهه وباللحوم والأقمشة وعادة ما تكون أسعار هذا السوق معتدلة مقارنة مع بقية الأسواق. ومن أهم أسواق المدينة أيضا في الوقت الحالي نذكر: سوق بومزو: يعد من أهم الأسواق ويعود تاريخ بنائه إلى عهد الوجود الفرنسي، يقع بمحاذاة ساحة أول نوفمبر ويعرف يوميا حركة نشيطة. سوق بن بطو: ويعتبر من اقدم الأسواق، ونظرا لموقعه المتميز بشارع بلوزداد وجودة السلع والبضائع التي يعرضها فهو يستقطب الكثير من ربات البيوت.
الحمامات
لا تزال حمامات مدينة قسنطينة التي يعود تاريخ بنائها إلى العهد العثماني محافظة على شكلها وهندستها ووظيفتها، ويبلغ عددها حوالي ٢٠ حماماً ما زال سكان المدينة يقصدونها ويفضلونها على الحمامات العصرية، ولعل أول حمام بناه الأتراك كان حمام "ثلاثة" الكائن بحي الشط، ويطلق عليه أيضا اسم حمام "لهوا" كونه بني فوق المنحدر أما سبب تسميته بحمام "ثلاثا" فلأنه كان الوحيد الذي حدد سعره بثلاثة "صوردي" بينما حدد في الحمامات الأخرى بخمسة من بين حمامات قسنطينة المعروفة أيضا نذكر: - حمام دفوج: ويعد بدروه من أقدم الحمامات، وقرب غرفة الاستراحة به يوجد ضريح سيد دقوج. - حمام بولبزايم، يوجد بشارع الأربعين شريفا. - حمام بن حاج مصطفى وحمام بن شريف، يوجدان بالشط. - حمام أولاد سيدي الشيخ (يقع بالبطحاء).
2-الصخرة:
ولاية قسنطينة
سكان
حوالي ١.٠٠٠.٠٠٠ نسمة
رمز ولاية
٢٥
هاتف
٠٣١
بلديات
١٢
الدوائر
٦
ولاية قسنطينة أحد ولايات الجزائر.
تلك هي قسنطينة اللؤلؤة الخالدة التي تدخل الألفية الثالثة للميلاد في ثوب واسم " المدينة الكبيرة" كل شيء يشجعها على ذلك، ففضلاً عن غناها التاريخي الذي أهّلها لأن تصنف كتراث وطني سنة ١٩٩٢، فإن خاصيتها الجغرافية كمدينة متفردة في العالم تجعلها ماضية في حلمها ودونما عقدة.
الموقع والتضاريس
تقع مدينة قسنطينة فلكياً على خط ٣٦.٢٣ شمالاً، وخط ٧.٣٥ شرقاً، وتتوسط إقليم شرق الجزائر، حيث تبعد بمسافة ٢٤٥ كلم عن الحدود الشرقية الجزائرية التونسية، وحوالي ٤٣١ كلم عن الجزائر العاصمة غرباً و٢٣٥ كلم عن بسكرة جنوبا و٨٩ كلم عن سكيكدة وتتربع قسنطينة فوق الصخرة العتيقة على جانبي وادي الرمال، تحق بها العوائق والانحدارات الشديدة من كل الجهات، وإذا تتبعنا مظاهر سطح المدينة نلاحظ أن المنطقة التي تقوم عليها غير متجانسة من حيث ارتفاعها عن سطح البحر، فهي تنحصر بين خطي كنتور ٤٠٠م و٨٠٠م في الشمال و٨٠٠م و١٢٠٠م في الجنوب.
المعالم والآثار
توجد بسرتا عدة معالم وآثار اهمها: - مقابر عصر ما قبل التاريخ: كانت مقابر أهالي المدينة على قدر كبير من الفخامة، تقع بقمة جبل، سيد مسيد، في المكان المسمى "نصب الأموات". كما اكتشفت قبور أخرى تقع تحت "كهف الدببة" وأخرى ناحية "بكيرة"، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة "الخروب" بالمواقع المسماة "خلوة سيدي بو حجر" قشقاش، وكاف تاسنغة ببنوارة وتوعد كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ. - المقبرة الميغاليتية لبونوارة: على بعد ٣٢ كلم عن قسنطينة، وعلى الطريق الوطني رقم ٢٠ المؤدي باتجاه فالمة تقع المقبرة الميغاليتية لبونوارة على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل "مزالة" على بعد ٢ كلم شمال قرية بونوارة. وتتكون هذه الدولمانات "dolments" من طبقات كلسية متماسكة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويبدو أن عددا كبيرا منها قد تعرض للتلف والاندثار. ونشير إلى أن النموذج العام لهذه المعالم التاريخية يكون على شكل منضدة متكونة من أربع كتل صخرية عمودية وطاولة، مشكلين بدورهم غرفة مثلثة الشكل وعادة ما يكون الدولمان محاطا بدائرة من حجارة واحدة، وفي بعض الأحيان من دائرتين أو ثلاث أو أربع، وقد كان سكان المنطقة القدامى يستعملونها لدفن موتاهم بهذه الطريقة المحصنة التي يبدو أنها قد استمرت إلى القرن الثالث ق.م. - كهف الدببة: يبلغ طوله ٦٠ م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة. - كهف الأروي: يوجد قرب كهف الدببة ويبلغ طوله ٦ م ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ. - ماسينيسا وضريح بالخروب: على بعد ١٦ كلم جنوب شرق قسنطينة يقع ضريح ماسينيسا وهو عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي وقد نسب هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة ٢٣٨ ق.م وتوفي سنة ١٤٨ ق.م، حمى هذه المنطقة لمدة ٦٠ سنة ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً. - ضريح لوليوس: يقع ضريح لوليوس في جبل شواية بالمكان المسمى "الهري" على بعد حوالي ٢٥ كلم شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن "تيدس" له شكل أسطواني، بني من حجارة منحوتة وشيدّ من طرف "ك" لوليوس إبريكيس " حاكم روما آنذاك تخليدا لعائلته. تيديس: تقع على بعد ٣٠كلم إلى الشمالُ الغربي من قسنطينة وتختفي في جبل مهجور، كانت لها قديما أسماء عديدة مثل: "قسنطينة العتيقة" ، "رأس الدار" كما سميت أيضا "مدينة الأقداس" نظراً لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون بها، ويبدو أن إسمها الحالي "تيديس" هو اسم محلي نوميدي، أما الرومان فأعطوها اسم castelli respublica tidditanorum. ومعنى "كاستيلي" هو المكان المحصن، ومعنى "روسبيبليكا" أي التمتع بتنظيمات بلدية، وقد كان دور هذه المدينة هو القيام بوظيفة القلعة المتقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية. ولا تزال آثار الحضارات التي تعاقبت على "تيديس" شاهدة إلى اليوم بدءا بعصور التاريخ، فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية. ويتجلى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى "دولمن" ومعناها" المناضد الصخرية"، وكذا مقبرة قديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى "بازناس" وتدل النصب والشواهد الموجودة على العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن. وخلاصة القول أن الزائر لتيديس يسمع صدى الإنسان في تحولاته، إنها باختصار المكان المثالي لقراءة تاريخ هذه المنطقة وتأمل تفلصيلها الغنية. - باب سيرتا: هو معلم أثري يوجد بمركز سوق بومزو ويرجح أنه كان معبدا، ويعود تاريخ اكتشافه إلى شهر جوان من عام ١٩٣٥، وحسب بعض الدراسات فإن هذا المعبد قد بني حوالي سنة ٣٦٣م. الأقواس الرومانية: توجد بالطريق المؤدي لشعاب الرصاص، وكان الماء المتدفق بهذه الأقواس يمر من منبع بومرزوف ومن الفسقية (جبل غريون) إلى الخزانات والصهاريج الموجودة في كدية عاتي بالمدينة، وهذا المعلم هو من شواهد الحضارة الرومانية. - حمامات القيصر:ما زالت أثارها قائمة إلى اليوم، وتوجد في المنحدر بوادي الرمال، وتقع في الجهة المقابلة لمحطة القطار، غير أن الفيضانات قد أتلفتها عام ١٩٥٧، وقد كانت هذه الحمامات الرومانية تستقطب العائلات والأسر، للاستحمام بمياها الدافئة والاستمتاع بالمناظر المحيطة بها، خاصة في فصل الربيع. - إقامة صالح باي: هي منتجع للراحة، يقع على بعد ٨ كلم شمال غرب قسنطينة، وقد كان من قبل منزلاً ريفياً خاصاً، قام صالح باي ببنائه لأسرته في القرن ١٨، لينتصب بناية أنيقة وسط الحدائق الغناء التي كانت تزين المنحدر حتى وادي الرمال، وتتوفر الإقامة على قبة قديمة هي محجّ تقصده النساء لممارسة بعض الطقوس التقريبية التي تعرف باسم "النشرة". قصر أحمد الباي: وسط هذا القصر، صدحت الموسيقى بأعذب الألحان، ورشت الأركان والزوايا بالعطور، وأفرشت المقصورات بالزرابي. هناك تعانقت الأرواح بهمس الرباب، والعيدان.....كلهم مروّا من هنا، أعيان، أمراء، فتيان، جواري، بايات.....ألخ. يعد قصر الباي إحدى التحف المعمارية الهامة بقسنطينة وتعود فكرة إنشائه إلى "أحمد باي" الذي تأثر أثناء زيارته للبقاع المقدسة بفن العمارة الإسلامية وأراد أن يترجم افتتانه بهذا المعمار ببناء قصر، وبالفعل انطلقت الأشغال سنة ١٨٢٧ لتنتهي سنة ١٨٣٥. يمتد هذا القصر على مساحة ٥٦٠٠م مربع، يمتاز باتساعه ودقة تنظيمه وتوزيع أجنحته التي إلى عبقرية في المعمار والذوق معا. تعرض طيلة تاريخه إلى عدة محاولات تغيير وتعديل، خاصة أثناء المرحلة الاستعمارية حيث حاولت الإدارة الفرنسية إضفاء الطابع الأوروبي على القصر بطمس معالم الزخرفة الإسلامية والقشاني (سيراميك). أما الريازة المعمارية للقصر فقد حورت كثيراً عن أصلها الإسلامي بعد الاحتلال الفرنسي للمدينة وأصبحت عبارة عن خليط من الريازات المعمارية، ومع ذلك فإن الهوية الأصلية للقصر ظلت هي السائدة والمهيمنة على كل أجزائه وفضائاته الرائعة، وإن الزائر له سيستمتع بنقوشه وزخرفته وتلوينات مواده التي تحيل إلى مرجعية معمارية ضاربة في الأصالة والقدم. المدينة القديمة تضفي المدينة القديمة بدروبها الضيقة وخصوصية بناياتها طابعا مميزاً، وتجتهد ببيوتها المسقوفة وهندستها المعمارية الإسلامية في الصمود مدة أطول، ملمحة إلى حضارة وطابع معماري يرفض الزوال. وتعتبر المدينة القديمة إرثا معنوياً وجمالياً يشكل ذاكرة المدينة بكل مكوناتها الثقافية والاجتماعية والحضارية. وقد عرفت قسنطينة كغيرها من المدن والعواصم الإسلامية الأسواق المتخصصة، فكل سوق خص بتجارة أو حرفة معينة، وما زالت أسواق المدينة تحتفظ بهذه التسميات مثل: الجزارين، الحدادين، سوق الغزل، وغيرها. هذا إلى جانب المساحات التي تحوط بها المنازل والتي تسمى الرحبة، وتختص معينة مثل رحبة الصوف ورحبة الجمال. أما الأسواق الخاصة بكل حي من أحياء المدينة، فإنها كانت تسمى السويقة، وهي السوق الصغير، وما يزال حيا للمدينة القديمة إلى اليوم يسمى "السويقة".
المساجد
طغت على قسنطينة صبغتها الثقافية والدينية منذ القدم، وتكرس هذا المظهر بعد استقرار الإسلام بها، فعرفت عملية بناء المساجد بها سيرورة دائمة، وسنسرد أسماء أهم هذه المساجد كما يلي:
١ – الجامع الكبير: بني في عهد الدولة الزيرية سنة ٥٠٣هـ، ١١٣٦م، وقد أقيم على أنقاض المعبد الروماني الكائن بنهج العربي بن مهيدي حاليا، تغيرت هندسته الخارجية من جراء الترميم، ويتميز بالكتابات العربية المنقوشة على جدرانه.
٢ – جامع سوق الغزل: أمر ببنائه الباي حسن وكان ذلك عام ١١٤٣هـ-١٧٣٠م) حولته القيادة العسكرية الفرنسية إلى كاتدرائية وظل كذلك إلى أن عاد إلى أصله بعد .
٣ – جامع سيدي الأخضر: أمر ببنائه الباي حسن بن حسين الملقب أبو حنك في عام (١١٥٧-١٧٤٣م) كما يدل عليه النقش الكتابي المثبت على لوح من الرخام فوق باب المدخل، وتوجد بجانب المسجد مقبرة تضم عدة قبور من بينها قبر الباي حسن.
٤ – جامع سيدي الكتاني: يوجد بساحة "سوق العصر" حاليا، أمر صالح باي بن مصطف ببنائه في عام (١١٩٠هـ-١٧٧٦) وإلى جانبه توجد مقبرة عائلة صالح باي.
٥ – مسجد الأمير عبد القادر: يعتبر من أكبر المساجد في شمال إفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة ١٠٧م وارتفاع قبته ٦٤ م، يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة ويعدّ إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وإن إنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، كان ثمرة تعاون بين بعض المهندسين والتقنيين من مصريين ومغاربة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين، ويتسمع المسجد لنحو ١٥ ألف مصل، ونشير إلى أن المهندس المصري "مصطفى موسى" الذي يعدّ من كبار المهندسين العرب هو الذي قام بتصاميم المسجد والجامعة.
كما تزخر المدينة بعدد آخر من المساجد من بينها: جامع سيدي فعان – جامع سيدي محمد بن ميمون- جامع سيدي بوعنابة- جامعة السيدة حفصة- جامع سيدي راشد- جامع سيدي عبد المؤمن- جامع سيدي بومعزة- جامعة سيدي قموش- جامعة الأربعين شريفاً، الخ...
أبواب قسنطينة
كانت المدينة محصنة بسور تتخله سبعة أبواب، وبعضهم يقول ستة، تغلق جميعها في المساء وهي: - باب الحنانشة: الذي يسمح بالخروج من شمال المدينة عبر وادي الرمال، ويؤدي إلى الينابيع التي تصب في أحواض مسبح سيدي مسيد. باب الرواح: يمتد عبر سليم مثير للدوار، ويؤدي إلى الناحية الشمالية من وادي الرمال ويوصل هذا الباب إلى منابع سيدي ميمون التي تصب في المغسل. - باب القنطرة: يصل المدينة بالضفة الجنوبية لوادي الرمال. باب الجابية: ينفتح على الطريق الممتد إلى سيدي راشد ويقع على ارتفاع ٥١٠م. - باب الجديد: يقع شمال ساحة أول نوفمبر، هدم سنة ١٩٢٥. باب الواد " أو باب ميلة": يسمح بالوصول إلى روابي كدية عاتي، وقد كان يوجد بمكان قصر العدالة حاليا. لقد كانت هذه الأبواب تقوم بوظيفة التحصين للمدينة ضد الغرباء وبدأت تختفي بالتدريج إلى أن أزال الاحتلال الفرنسي أثارها كلية. نصب الأموات يعود بناؤه إلى سنة ١٩٣٤ وقد شيد تخليدا لموتى فرنسا الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى ومن سطحه يستطيع الزائر أن يمتع ناظريه ببانوراما عجيبة لمدينة قسنطينة، أقيم عليه تمثال النصر الذي يبدو كطائر خرافي يتأهب للتحليق. ومن خصوصيات هذا النصب أنه يقع تماماً في منتصف المسافة بين الجزائر العاصمة وتونس، ويوجد قبالته تمثال" مريم العذراء" والمسمى "سيدة السلام".
مدينة الجسور
نظراً لتضاريس المدينة الوعرة وأخدود وادي الرمال العميق الذي يشقها، أقيمت عليها سبعة جسور لتسهيل حركة التنقل، واشتهرت بعد ذلك قسنطينة باسم مدينة الجسور المعلقة، وهي: جسر باب القنطرة: وهو أقدم الجسور بناه الأتراك عام ١٧٩٢ وهدمه الفرنسيون ليبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا وذلك سنة ١٨٦٣. جسر سيدي راشد: ويحمله ٢٧ قوسا، يبلغ قطر أكبرها ٧٠م، ويقدر علوه بـ١٠٥م، طوله ٤٤٧م وعرضه ١٢م، بدأت حركة المرور به سنة ١٩١٢، جسر سيدي مسيد: بناه الفرنسيون عام ١٩١٢ ويسمى أيضا بالجسر المعلق، يقدر ارتفاعه بـ١٧٥م وطوله ١٦٨، وهو أعلى جسور المدينة. جسر صلا ح سليمان: هو ممر حديدي خصص للراجلين فقط ويبلغ طوله ١٢٥م وعرضه مترين ونصف، وهو يربط بين شارع محطة السكك الحديدية ووسط المدينة. جسر مجازن الغنم: هو امتداد لشارع رحماني عاشور، ونظرا لضيقه فهو أحادي الأتجاه. جسر الشيطان: جسر صغير يربط بين ضفتي وادي الرمال ويقع في أسف الأخدود. جسر الشلالات: يوجد على الطريق المؤدي إلى المسبح وتعلو الجسر مياه وادي الرمال التي تمر تحته مكونة شلالات، وبني عام ١٩٢٨.
البساتين والحدائق
يطلق الشعراء على قسنطينة اسم مدينة "الهوى والهواء" وهذا نظرا للطافة جوها، ورقة طباع اهلها، وانتشار البساتين والأشجار في كل أرجائها وبذلك تتوفر المدينة على عدة حدائق عمومية تعمل على تلطيف الجو داخلها، ولعل أهم هذه الحدائق والتي ما زالت تحافظ على رونقها وجمالها، حديقة بن ناصر أو كما يطلق عليها "جنان الأغنياء" وتتوسط شارع باب الواد، وبحي سيدي مبروك توجد حديقتان إحداهما تقع بالمنطقة العليا والأخرى تقع بالمنطقة السفلى، كما توجد حديقة بحي المنظر الجميل تحمل اسم "فرفي عبد الحميد" وتجدر الإشارة إلى أن قصر "أحمد باي" يتوفر على حديقة رائعة الجمال، تذكر بعض الروايات أن الباي نفسه كان يشرف عليها، ومن بين حدائق قسنطينة التي كتب عنها بعض المؤرخين والرحالة" حديقة، قسوم محمد: (التي تدعي سكورا قامبيطة) الكائنة خلف شارع بلوزداد، التي ما فتئت تستقطب الكثير من الناس لجمالها وكثافة أشجارها ويوجد بها تمثال للنحات "لوست" L Hoest ، وتحت جسر باب القنطرة توجد حديجة رائعة الجمال، ونظرا لموقعها في المنحدر، فهي تفتن الأنظار من بعيد.
الرحبات والأسواق
تعتبر الرحبة ذلك المكان الواسع الذي يستعمل لأغراض تجارية، حيث تباع فيها مختلف السلع والبضائع كالملابس، الأقمشة وغيرها. عرفت قسنطينة قديما عدة رحبات منها ما يزال قائما حتى اليوم ومنها ما تحول إلى مباني وطرقات ك"رحبة الزرع" التي كانت تتوسط المدينة وتقام فيها عدة نشاطات تجارية كبيع الحبوب، التمور والزيوت، ومن الرحبات المعروفة في قسنطينة قديما نذكر "رحبة الشبرليين"، "سوق الخرازين"، س"سوق العطارين"، "سوق الصاغة"، و"سوق الصباغين" وغيرها... وحاليا لا تزال بعض الرحبات موجودة مثل " "رحبة الصوف" التي تحولت اليوم إلى سوق لبيع الخضر والفواكه والأواني وبعض الأغراض المنزلية، أما "رحبة الجمال" التي يذكر المؤرخون أنها كانت مبركا للقوافل التي تأتي من مختلف الانحاء محملة بالبضائع، فقد أصبحت اليوم سوقاً لبيع الملابس ومكاناً مفضلاً للمطاعم الشعبية الشهية بوجباتها، وهناك"سوق العصر" الذي كان قبلا يسمى "سوق الجمعة" ويشتهر بتنوع خضره وفواكهه وباللحوم والأقمشة وعادة ما تكون أسعار هذا السوق معتدلة مقارنة مع بقية الأسواق. ومن أهم أسواق المدينة أيضا في الوقت الحالي نذكر: سوق بومزو: يعد من أهم الأسواق ويعود تاريخ بنائه إلى عهد الوجود الفرنسي، يقع بمحاذاة ساحة أول نوفمبر ويعرف يوميا حركة نشيطة. سوق بن بطو: ويعتبر من اقدم الأسواق، ونظرا لموقعه المتميز بشارع بلوزداد وجودة السلع والبضائع التي يعرضها فهو يستقطب الكثير من ربات البيوت.
الحمامات
لا تزال حمامات مدينة قسنطينة التي يعود تاريخ بنائها إلى العهد العثماني محافظة على شكلها وهندستها ووظيفتها، ويبلغ عددها حوالي ٢٠ حماماً ما زال سكان المدينة يقصدونها ويفضلونها على الحمامات العصرية، ولعل أول حمام بناه الأتراك كان حمام "ثلاثة" الكائن بحي الشط، ويطلق عليه أيضا اسم حمام "لهوا" كونه بني فوق المنحدر أما سبب تسميته بحمام "ثلاثا" فلأنه كان الوحيد الذي حدد سعره بثلاثة "صوردي" بينما حدد في الحمامات الأخرى بخمسة من بين حمامات قسنطينة المعروفة أيضا نذكر: - حمام دفوج: ويعد بدروه من أقدم الحمامات، وقرب غرفة الاستراحة به يوجد ضريح سيد دقوج. - حمام بولبزايم، يوجد بشارع الأربعين شريفا. - حمام بن حاج مصطفى وحمام بن شريف، يوجدان بالشط. - حمام أولاد سيدي الشيخ (يقع بالبطحاء).
2-الصخرة:
اقتراحات من أجل تهيئة أفضل
مقدمة:
إن التحليل مكونات مجال الدراسة قد أوضح أن كل عنصر من هذا النسيج علاقة متينة مع سابقه ، فلا يمكن المس بأحدها دون الآخر ، وذلك باعتباره نسيج قديم قائم يشهد تكاثفها وتداخلا لمختلف الوظائف . مما يجعل المهيئ في حيرة لاختيار واحدة من عمليات التهيئة المناسبة .
ومن المعروف على العمليات تهيئة المراكز بالمدن العالمية أنها تقام وفق خيارات أهمها:
- خيار سياحي: يقوم أساسا على ترميم المعالم التاريخية وتشجيع الحرف الموجبة للسواح ، وهذا يعني نزع وظائف عديدة.
- خيار ثقافي: بتحويل المباني الفاخرة إلى متاحف ، دور ثقافة، مكتبات ويكون هذا على حساب الوظيفة السكنية والاجتماعية.
- خيار سكني: بإجراء عملية الترميم التي تستوجب تقليص عدد السكان ، مما ينجز عنه خطر المضاربة على المباني المرممة ، وبالتالي تمايزا اجتماعيا.
- خيار تجاري: بتمركز المحلات والحرفين، أما خيار المشروع الذي نحن بصدد دراسته ليقصر على خيار واحد ، وإنما يوفق بين الخيارات الأربعة المختلفة معتمدا في ذلك على المبادئ الأساسية التالية:
- الأخذ بتماسك النسيج
أخذ بعين الاعتبار الملكية العقارية الخاصة منها التي تقف عثرة أثناء عملية التدخل في مثل هذه الأنسجة.
- لإيقاف التدخلات التي لا تخضع لمبادئ هذا النسيج.
- مراعاة المحيط المباشر بالمحافظة على استمرارية الصورة الظلية ، واحترام مؤشر الشكل وكذا مستويات البنايات المختلفة .
- المحافظة على المكتسبات التاريخية ورد الاعتبار لها : مختلف الزوايا والساحات...
- المحافظة على حيوية ودينامكية المحال وهيراركية (طريق ، زقاق، درب ،..)
٢- حركة المرور والمواقف:
إن التدخل على الأنسجة القائمة الكثيفة وخاصة التاريخية منها مثل ماهو علبه الحال في مجال أللدراسة ، يكون صعبا ومحدودا ، إذا أنه من غير المعقول أن نقترح شق طريق جديدة أوتوسيعها وتخصيص مساحات واسعة للتوقيف أو حظائر وبالتالي يكون التدخل بمراعاة جملة المبادئ التي تتماشى ونوعية منطقة الدراسة.
مبادئ التدخل:
- الاستعمال الأفضل للشبكة الموجودة.
- تحديد وجهة الطرقات: ما يخصص لحركة الراجلين وما يخصص الآلية .
- وضع تنظيم صارم للحد من التوقيف الفوضوي.
- ترحيل الباعة المتحولين من المحاور الأساسية.
وبناء على النتائج المحصل عليها في دراستنا ومراعاة لشبكة المركز ككل نقترح مايلي:
أهم الاقتراحات:
- وتقوم على ثلاث مستويات :
أ- الحركة الآلية : بقاء بعض الشوارع مخصصة للحركة الآلية وبنفس الاتجاه مع ترحيل التجارة المتنقلين وتنظيم التوقيف به.
ب- حركة الراجلين : تبقي تخص الطرق التقليدية وبالتالي يجب المحافظة على النمط هذه الطرق بهرا ركيتها وعارضتها المغطاة بالحجارة المستطيلة عند عمليات إعادة بناء المناول.
ج- التوقيف: مجال الدراسة يعاني من نقص في حظائر السيارات وأماكن التوقيف مما نتج عنه فوضى كبيرة تشل الحركة ، وحتي لاتعرقل هذه الأخيرة نق'ترح مايلي:
- يبقي توقيف السيارات مسموحا على الجانب المحاور الرئيسية
- تنظيم أوقات شحن وتفريغ البضائع خارج أوقات الحركة القصوى:
قبل الساعة ٧.٠٠ صباحا
بعد الساعة ١٩.٠٠ مساءا
- التوقيف ليلا في بعض الطرقات الثانوية الخالية من الأرصفة مثل : نهج " سيدي لخضر"
أما بالنسبة للحظائر وبسبب ضيق المجال وقلة المساحات الشاغرة ونظرا لتطلعات السكان يقترح بالإنشاء حظيرة تسع لـ ١٠٠ سيارة بالجزء الشمالي لمنطقة الراسة
- برمجة إنشاء مواقف خارج المركز في إطار التنظيم الشامل لحركة المرور بالمدينة (Parking de dissuassion).
تطبيق هذه الاقتراحات التي تستند على عمليات متعددة ، المرتبة وفق مستويات مختلفة والمتشابكة فيما بينها ، سيسترجع المحال تنظيمه وتسييره الأمثل ، متجنبا في ذلك مختلف الظواهر المشوهة له،كما تعطيه وجهة متعددة ، تنطلق بؤرتها من المجال سكني تجاري إلى مجال سياحي ثقافي ، الشئ الذي سوف يرشحه لأن يترقى ويصبح من مصاف المدن التاريخية العالمية الأخرى .
فمدينة قسنطينة عامة تعاني من أزمة خانقة في المرور ، ومجال الدراسة بصفة أخص ، وبأعلى درجة لضيق طرقاته من التقليدية القديمة التي شقت خصيصا للراجلين إلى الأوربية الحديثة التي لم تعد تستوعب كل الحمولات والكثافة العالمية لحركتي الراجلين والآلية معا، زيادة إلى توقيف السيارات على طول الأرصفة، واحتلال جزء مكن العارضة المسموحة منها والممنوعة، مما أضفى على المجال رغم حيويته ازدحاما وفوضوية كبيرين.
الخاتمة
حول مركز المدينة بطريقة مستمرة جملة من التدخلات من طرف الدولة والجماعات المحلية ، فالمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير PDAU ومخطط شغل الأرض P.O.S القاعات ومخطط حماية البيئة ومخطط النقل والحركة ومخطط التجديد ... كل هذه الوثائق والاقتراحات يجب أن تكون مبنية على معرفة جيدة للمدينة وخاصة على مركزها وعلى المشاكل الموجودة فيه وكذا تطوره ومكوناته ، بالتالي تتضح لنا الرؤية حول ماسنقوم به وكذا أهداف التهيئة المراد الوصول إليها .
بعد إعداد هذه الدراسة الموجزة التي تناولت مختلف المشاكل التي تعاني منها مركز مدينة قسنطينة ، وتبين لنا على أثر عدة حقائق من أهمها مايلى:
* المركز يعتبر نتيجة للصراعات الحضرية ، الاقتصادية والسياسية لكل الأنظمة التي مرت بها مدينة قسنطينة وخاصة النظام الفرنسي الاستعماري ، حيث فرض هذا الأخير سياسة تقسيم المدن الكبرى إلى أحياء فقيرة خاصة بالأهالي وأحياء راقية خاصة بالأوروبيين.
*مجال الدراسة تحف به الأخطار والعوائق الطبيعية من كل الجهات عدا الناحية الجنوبية
مما أصبح غير قادم على استيعاب المطلبات العمرانية العالمية .
* كان الانخفاض عدد مساكن المركز في الفترة مابين (١٩٨٧- ١٩٩٧) أثرا كبيرا على التركيب الوظيفي للمجال ، حيث تحولت وظيفة البنايات السكنية للطابق الأرضي منها إلى محلات تجارية وكذا الوظائف الحرة التي احتلت الطوابق الأخرى بنسبة ٧٧.٧٨ % من إجمالي الوظائف الحرة في المجال المدروس، الشئ الذي انعكس على ديناميكية المجال .
* شهد المجال المدروس استثمار كثيف لمنطقة الخدمات نظرا للمواقع المركزي الذي يحتل مما أصبح غير قادر على استيعاب المتطلبات المالية للوفود الآلية والراجلين .
من المعلوم أن الدراسة ليست هدفا بحد ذاتها ولكن يجب أن تكون اقتراحات لحل جزء من المشاكل التي تعاني منها المدينة، وعلى هذا تم بلورة جملة من الاقتراحات لعلها تساهم في لفت انتباه السلطات المحلية للحد من المشاكل التي يعاني منها مركز مدينة قسنطينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق